محمية راس الخور في دبي

عند نهاية خور دبي غير بعيد من التطور العمراني السريع الذي تشهده الإمارة تمتد محمية رأس الخور لتقدم صورة ناجحة من صور حماية البيئة والحياة الفطرية، فالمنطقة التي تم إعلانها رسميا محمية طبيعية عام 1998 استطاعت خلال السنوات العشر الماضية أن تحقق أهدافها لتشكل ملاذا آمنا لأنواع مختلفة من الطيور وموطنا للنباتات والحيوانات بل إن كثافة الطيور في المحمية تقدر بـ 21 طائراً للهكتار في فصلي الربيع والخريف و60 طائراً للهكتار في فصل الشتاء.

وهو العدد الأعلى مقارنة مع أي مكان في العالم، وهذا النجاح يعود إلى خطة تنمية مستدامة رسمتها بلدية دبي لمستقبل المنطقة حرصت فيها على الحفاظ على المؤشرات البيئية السليمة حتى مع اقتراب المد العمراني من المحمية.فكيف استطاعت بلدية دبي أن تحافظ على المكان من أخطار الامتداد العمراني؟ وما هي أهمية وجود تلك المحمية وغيرها من المحميات الطبيعية المتنوعة في دبي؟ وهل حقا يشكل المواطنون والعرب النسبة الأقل بين زوار محمية خور دبي؟البيان التقت المهندس محمد عبد الرحمن حسن رئيس قسم البيئة البحرية والحياة الفطرية ببلدية دبي ليجيب عن تلك الأسئلة ويتحدث عن تاريخ المحمية والأنواع الحياتية فيها، حيث اهتم بتوضيح أهمية التنمية المستدامة في الحفاظ على البيئة قائلا: تعتمد بلدية دبي معايير التنمية المستدامة للموافقة على أية مشاريع تقام قريبا من المحميات عن طريق تقييم التأثير البيئي للمشروع.

وهذا يضمن حماية للكائنات الحية الموجودة في المحمية، فإذا كانت طبيعة المشروع تتعارض وأمان الحياة في المحمية فان البلدية لا توافق عليه، ومن أمثلة المشاريع التي تطبق المواصفات البيئية المعتمدة مشروع الخيران، وقد جاءت تلك الضوابط لأن البلدية تهتم بالمحافظة على موائل الطيور والحيوانات والنباتات الموجودة في المحمية).

ضوابط ومعايير

وكيف يتم اختيار أي مكان ليكون محمية طبيعية؟

هناك ضوابط ومعايير دولية لاختيار أماكن المحميات، ومحمية رأس الخور توفرت فيها الظروف المناسبة ففيها مناطق مد وجزر شاسعة في وهي تمثل بيئة ملائمة لتكاثر مجموعات غنية من الحيوانات اللافقارية والتي تتكون في معظمها من ديدان ورخويات الأمر الذي يجعل من المنطقة محطة مهمة لتغذية وتكاثر العديد من الطيور العابرة والزائرة في فصل الشتاء خاصة من طيور الفلامنجو، إضافة إلى وجود أشجار القرم والكثبان الرملية التي تيسر وجود أشكال حياتية مختلفة في المنطقة.

لماذا تلك الرغبة في الحفاظ على الكائنات في منطقة محددة، فمن المعروف أن هناك حدائق حيوانات ومركز بحوث هدفها حماية الحيوانات والطيور؟

المحميات تمثل المكان المناسب للمحافظة على الكائنات في مواقعها الطبيعية وضمان تطورها بشكل طبيعي، فالأنواع المختلفة من الطيور والكائنات الحية لها جينات يمكن أن تتغير إذا ما اختلفت مواقعها أو تغيرت بيئتها لذا فإن هدف وجود المحميات هو المحافظة على البيئة الملائمة للحياة الفطرية وحفظ التنوع البيولوجي وإعادة تأهيل الأنظمة البيئية المتضررة وتشجيع تكاثر أنواع الفصائل المهددة من الحياة النباتية والحيوانية.

البيئة أنواع

وهل هناك تنوع بيئي في محميات دبي؟

حرصت بلدية دبي على إنشاء عدد من المحميات تمثل كل منها بيئة جغرافية مختلفة فعلى سبيل المثال تقع محمية جبل علي ضمن الأراضي الساحلية المنخفضة لإمارة دبي لذا فهي تمثل البيئة الساحلية حيث تتخلل المنطقة كثبان رملية يثبتها غطاء نباتي كثيف نسبياً، ويوجد فيها 392 نوعاً من الحياة البرية النباتية والحيوانية.

كما تضم أنواعا من الشعاب المرجانية والرخويات البحرية والأسماك والطيور كما تتميز بكونها موطناً آمنا للسلاحف وبقرة البحر (الأطوم) وأنواعاً مختلفة من الدلافين، أما محمية المها الصحراوية فتمثل جمال البيئة الصحراوية، وتمتاز بوجود قطعان المها العربية والعديد من الحيوانات الأخرى، إضافة إلى وجود مجموعة غنية من النباتات المحلية، بينما تمثل محمية رأس الخور بيئة الأراضي الرطبة التي تمثل فرصة مثالية للأحياء النباتية والطيور وبعض أنواع الحيوانات.

هل حققت محمية رأس الخور أهدافها وهل لديكم إحصاءات عن عدد الحيوانات والطيور الموجودة فيها؟

بالتأكيد فالمحمية الآن تضم تنوعا كبيرا في الأشكال الحياتية، وهي من أكثر المحميات في دبي أهمية وقد تم ضمها إلى اتفاقية الأراضي الرطبة العالمية رامسار، فهي وتوجد فيها 45 ألف شتلة من أشجار القرم تمثل بيئة مناسبة لاستقبال الطيور إضافة إلى 46 نوعا آخر من النباتات وحوالي 266 نوعا من الحيوانات، وقد تم تسجيل ما يقارب 313 نوعا من الحياة النباتية والحيوانية في المحمية.

88 نوعاً للطيور

وما هي أنواع الطيور الموجودة في المحمية؟

هناك أنواع مختلفة من الطيور وجدت في المحمية ملاذا آمنا لها حتى وصلت إلى حوالي 88 نوعاً يظهر تسعة منها باستمرار ضمن الأعداد المهمة عالمياً مثل طيور الفلامنجو زهري اللون «النحام» والنوارس والنسور الضخمة مثل والنسر المبرقع والنسر السماك والصقور والطيور صائدة الأسماك إضافة إلى طيور البوم وغراب البحر ومالك الحزين وخطاف البحر، والزقزاق الرملي وزقزاق السلطعون وذو الوجنة البيضاء وصقر المستنقعات والبلشون الأبيض العملاق وأبو ملعقة.

هل هناك تواصل بين إدارة المحمية والمدارس على سبيل المثال لتعريف الطلبة بالأشكال الحياتية الموجودة فيها؟

نعم، فقد شارك حوالي 2000 طالب في تنظيف المحمية أثناء مشاركتهم في حملة نظفوا العالم العام الماضي، وقد أتاح لهم هذا الأمر الاطلاع على المحمية عن قرب، والتعرف على الحيوانات والطيور والنباتات المختلفة الموجودة هناك.

تراخيص لزيارة المحميات

وماذا عن زيارة المحمية هل هي متاحة للجميع؟

نعم هناك تراخيص لزيارة المحمية يمكن الحصول عليها من البلدية بعد تقديم الوثائق المطلوبة حيث يتاح للزائرين مشاهدة الطيور عن طريق أبراج المحمية المبنية لهذا الغرض .

حيث زودت بالأجهزة والمناظير المناسبة لمراقبة الطيور وطرق حياتها وتعشيشها، لكن الملاحظة التي يمكن أن نجدها خلال متابعة سجل الزوار لدينا أن المواطنين والعرب هم اقل الجنسيات اهتماما وزيارة للمحمية، فنجد زوارا وسائحين من جنسيات مختلفة وصل عددهم خلال عام 2008 إلى 4963 زائرا منهم 209 إماراتيين فقط، وهذا الأمر يشير إلى عدم الاهتمام بهذه المنطقة التي تعد من أهم المناطق الداعمة للبيئة والحياة الفطرية.

دلال جويد وغسان خروب

أضف تعليق