محمية الأسماك – أم القيوين

جزر أم القيوين

يتبع إمارة أم القيوين عدد من الجزر التي يقصدها السياح للاستمتاع بطبيعتها الخضراء التي تجذب أعداداً كبيرة من طيور النورس ومالك الحزين والغاق والأرانب والغزلان البرية بالإضافة إلى بعض المواقع الأثرية التي يعود تاريخها إلى فجر الإسلام من أهم هذه الجزر جزيرة السينية والقرم والاكعاب والغلة.

جزيرة السينية:

تبعد كيلو متراً واحداً عن مدينة أم القيوين ومساحتها 90 كيلو مترا مربع وهي عبارة عن محمية طبيعية ينتشر على سطحها غطاء نباتي أخضر وتكثر فيها الطيور المتنوعة، ويفصل الخور جزيرة السينية عن مدينة أم القيوين وتنمو في الجزيرة أشجار المانغروف والكرم وهي غنية بالطيور ويتكاثر على ساحلها المحار، وتحوي مياهها المجاورة عدة أنواع من السمك منها: الشعري والبياح والزبيدي والهامور والصافي والكنعد والكثير من أنواع السمك المختلفة وهي مقصد لسكان الدولة الراغبين في شراء الأسماك والسياحة وتتصف بتربتها الخصبة ولها أهمية تاريخية كبيرة في نفوس أهالي أم القيوين ، حيث استوطنوها عند انتقالهم من جزيرة ملاح بقيادة الشيخ ماجد بن راشد المعلا – رحمه الله – حوالي مئتي عام ولها تاريخ اسلامي مهم .

أثبتت الحفريات التي قامت بها دائرة الآثار والتراث للجزيرة السينية أنها تحتوي على برجين مهمين أحدهما يسمى برج ( النهار ) والآخر برج ( البحر ) بالإضافة إلى المستوطنات والمباني التقليدية والمقبرة القديمة التي تعود إلى العصر الهلستيني

وبناءاً على توجيهات الشيخ ماجد بن راشد المعلا انتقل أهل أم القيوين إلى أم القيوين حيث قرر الشيخ راشد بن ماجد المعلا – رحمه الله – بناء الحصن ليكون مركز للحكم ومسكن للعائلة الحاكمة وهكذا ظلت أهمية السينية التاريخية كجزيرة بحرية مهمة ، وبناءاً على توجيهات صاحب السمو الشيخ راشد بن أحمد المعلا – رحمه الله – حول قصر الحصن إلى متحف وطني يضم آثار وتراث أم القيوين ، حيث يعود تاريخ بناءه إلى عام 1768 م أي يبلغ عمره حوالي 230 عام .

وقد حولت الجزيرة السينية إلى محمية طبيعية تكثر فيها أنواع الحيوانات كالغزلان والنعامات والطيور ، وهناك أيضاً قانون لحماية تلك الحيوانات ، وكذلك لزيادة الأبحاث فيها تقوم دائرة الآثار والتراث حالياً بتوجيه من صاحب السمو الشيخ سعود بن راشد المعلا عضو المجلس الأعلى حاكم أم القيوين ، بصيانة وترميم المباني التاريخية فيها ، وذلك لزيادة الخريطة الأثرية والسياحية لإمارة أم القيوين خصوصاً ولدولة الإمارات العربية المتحدة .

جزيرة القرم:

تقع جزيرة القرم في أم القيوين وعلى مقربة من جزيرة عقاب وجزيرة السينية ، حيث تقدر مساحتها بحوالي نصف كيلو متر مربع ، وقد سميت بهذا الاسم نسبةً إلى كثرة أشجار القرم والتي هي نادرة في الخليج العربي ، تشكل كل مساحتها بتشكيلات هندسية خلابة ، حيث تكثر أنواع من الأسماك تشكل مغارات لها بالإضافة إلى مستوطنات للطيور وعلى مدار العام ، وتعتبر هذه الجزيرة محمية طبيعية بواسطة قانون حماية الموارد الطبيعية والبيئية والذي وضع من قبل صاحب السمو الشيخ راشد بن أحمد المعلا – رحمه الله – ، وقد شكلت هذه الجزيرة مجتمعاً سياحياً مهماً.

جزيرة الأكعاب:

اهتمت حكومة أم القيوين بالمكتشفات الأثرية والمباني التاريخية لما لها من أهمية كبيرة في حياة المواطن، وللحفاظ على الهوية الوطنية وللتأكيد على أصالة وعمق تاريخ المنطقة، وكذلك للتأكد على عمق الصلات والروابط التي كانت تربط المنطقة بالعالم عن طريق المبادلات والعلاقات التجارية التي كانت سائدة آنذاك ، حيث لعبت المستوطنات التي كانت قائمة دوراً مهماً في نقل أدوات بناء الحضارة من دول السند ، والهند والصين إلى بلاد ما بين النهرين. ، وأقدم موقع فهو يعود إلى جزيرة الأكعاب التي تقع في ام القيوين حيث يعود تاريخها إلى العصر الحجري الحديث 5000 سنة قبل الميلاد وقد بدأت التنقيبات فيها في عام ( 1989 – 1991 ) تحت إشراف بعثة تنقيب فرنسية برئاسة الدكتور ” أوليفيه لوكونتز ” حيث أعطى الموقع معلومات عن الإنسان الذي عاش في هذه الأرض قبل ( 5000 سنة ) واستمر موسم التنقيب لمدة ثلاث سنوات أسفرت عن وجود رقعة من الأرض اتضح أنها استخدمت لذبح حيوان بقر البحر ( الأطوم ) وهي من الحيوانات البحرية الثديية التي مازالت تعيش في الخليج العربي حتى أيامنا الحاضرة ، وتوجد بكثرة في جزيرة ( أبوظبي ) بالتحديد وفي منطقة تبلغ مساحتها ” خمسة عشر م2 ” وتم العثور على عدد كبير من بقايا عظام حيوانات ثديية تحت سطح الجزيرة الحالي مباشرة تبين أن العدد الأكبر منها هي من بقايا ” بقر البحر ” ( الأطوم ) ، وعثر معها على مكتشفات أخرى تتضمن خنجراً من العظم ، وأدوات صيوانية ، وعقود مصنوعة من الأصداف والحجارة يرجح بأنها استخدمت كثقالات لشباك الصيد ، وبينت نتائج التحليل بالكربون ” 14 ” بأن تاريخ الأصداف يتراوح بين ” 4769 إلى 4373 ” مما يفيد بالموقع المذكور استخدم من منتصف الألف الخامس وحتى منتصف الألف الرابع قبل الميلاد ، ويعتبر د . اوليفيه لوكونت أن الموقع استخدم بصورة منتظمة خلال العصر الحجري المتأخر ، ويرجح بأنه استخدم بانتظام كل عام لفترة طويلة ، وبالقرب من منطقة التي اعتادت الخيلانيات وهي حيوانات قديمة مائية آكلة العشب ، التردد عليها على فترات دورية في مجموعات تقدر بالمئات .

وقد تبين من الحفريات أيضاً ، أن الموقع يحتوي على بقايا عظام بقر البحر ، بالإضافة إلى قواقع وأصداف مختلفة الأنواع والأحجام ، هذا بالإضافة إلى مجموعة كبيرة من عظام الأسماك المختلفة الأنواع ، كما دلت الحفريات الأولية للبعثة على وجود آثار حرق على الأرض ، وهذا يدل على عمليات الشواء التي كانت تقوم في الموقع ، وقد عثرت البعثة على عدد من اللقى الأثرية ممثلة بسنارة كبيرة لصيد السمك منحوته من حجر الصوان ، وأيضاً مجموعة من ثقالات الصيد بالشباك وسكاكين حجرية بالإضافة إلى مجموعة من الخرز مصنوعة من المحار ، بعضها مثقوب والبعض الآخر غير مثقوب ، وأهم ما يميز عملية اكتشاف اللقى الأثرية هو الحصول على مجموعة من فخار العبيد وفخار جمدت نصر وهذا يدل على وجود علاقات تجارية قائمة في تلك الفترة بالنسبة للمستوطنات المؤقتة والغير دائمة ، وأيضاً ليس من الضروري أن تكون العلاقات مباشرة بل ربما تكون علاقة غير مباشرة عن طريق مواقع استيطانية أخرى على الساحل تعود لنفس الفترة

أضف تعليق